ما هو واقع العربية في الخطاب العملي التقني؟؟
تعد اللغة العربية واحدة من أكثر اللغات انتشارًا في العالم، حيث يتحدث بها الملايين من الأشخاص في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأجزاء أخرى من العالم، وفي ظل التطور التكنولوجي السريع وانتشار وسائل الاتصال الحديثة، يكتسب تبني اللغة العربية في التواصل الشخصي والإلكتروني أهمية كبيرة. ولا شك أن التحديات التي تواجه تبني اللغة العربية بالتواصل كبيرة و متعددة وخصوصا في المجال التقني، وسأبدأ من تجربتنا بالعمل مع فريق يدعم تبني اللغة العربية في التواصل والتوثيق والعمل عموما.
كان الموضوع صعباً لتعودنا على استخدام المصطلحات التقنية الإنجليزية و اعتقادنا بأن التعبير عنها أسرع وأوضح للفريق حتى بدأت التجربة مع الفريق البرمجي الذي أعمل معه في رؤى التقنية. فلكي تستخدم اللغة العربية للتعبير عن مفهوم معين، يجب أولا الاتفاق على المرادف العربي للمصطلح الإنجليزي المعروف، حيث تتميز العربية بغناها بالمرادفات والمترادفات.
وعند اعتماد مصطلحٍ ما بالنقاش بين الفريق يتم البدء باستخدامه للدلالة على هذه الكلمة و نذكر بعضنا بالترجمة و المرادف العربي لكي نتعود على سماعه و استخدامه في إيصال الأفكار والملاحظات. إن الاستمرار باستخدام الكلمات العربية المرادفة للانجليزية في الحياة العملية والشخصية يعزز ذاكرتنا لهذه المفردات بشكل يجعلها تصبح من مخزون الكلمات التي نستخدمها باستمرار. مثلا: عندما بدأت باستخدام كلمة جوال للتعبير عن جهاز الموبايل، كنت نوعا ما مستغربة للكلمة واستخدمها فقط في دوامي بالعمل وعندما بدأت استخدمها في حياتي الشخصية لفترة ترسخت الكلمة و اقترنت مع الصورة. وللاستمرارية في استخدام المفردات العربية سنحتاج إلى توسيع مخزون المفردات العربية التي نستخدمها باستمرار و هكذا ستصبح عادة من عاداتنا ترجمة أي مصطلح واستخدام الكلمات العربية للدلالة عليه.
المحتويات
تبني اللغة العربية في التواصل الشخصي والإلكتروني
أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني والرسائل النصية أدوات رئيسية للتواصل الشخصي والعملي في حياتنا اليومية وبالتالي فإن تبني اللغة العربية في هذه الوسائل يعزز التواصل الفعال بين الأفراد والمجتمعات الناطقة بهذه اللغة. وأحد الفوائد الرئيسية لتبني اللغة العربية في التواصل الشخصي والإلكتروني هو المساهمة في المحافظة على الهوية الثقافية واللغوية، فعندما يتحدث الأفراد بلغتهم الأم ويكتبون باللغة العربية، يتعزز الشعور بالانتماء والترابط الاجتماعي، وبالإضافة إلى ذلك يسهم تبني اللغة العربية في الحفاظ على التراث اللغوي والأدبي العربي الغني، ويعزز تطوره واستمراريته في عصر التكنولوجيا الحديثة.
علاوة على ذلك يمكن أن يؤدي تبني اللغة العربية في التواصل الشخصي والإلكتروني إلى تعزيز فرص العمل والتواصل الدولي. فبصفتها لغة رسمية في العديد من البلدان ومنظمات العالم العربي، تعد اللغة العربية مهمة للتواصل في المجالات الحكومية والأعمال والعلاقات الدبلوماسية. ومع تزايد العولمة، يمكن للأفراد الذين يتقنون اللغة العربية أن يستفيدوا من فرص عمل أكبر ويشاركوا في التبادلات الثقافية والتجارية العالمية.
ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن التبني الناجح للغة العربية في التواصل الشخصي والإلكتروني يتطلب توفر الموارد والجهود الملائمة لتعلم واستخدام اللغة، ينبغي تشجيع وتعزيز التعليم اللغوي في المدارس والجامعات، وتوفير المحتوى الرقمي باللغة العربية على الإنترنت، وتطوير أدوات الترجمة والتفاعل باللغة العربية في التطبيقات والمنصات الرقمية.
باختصار، يُعزز تبني اللغة العربية في التواصل الشخصي والإلكتروني التواصل الفعال والترابط الاجتماعي، ويسهم في المحافظة على الهوية والتراث اللغوي، كما يفتح آفاقًا جديدة للعمل والتواصل الدولي، لذا ينبغي العمل على تعزيز الدعم والاهتمام بتعلم واستخدام اللغة العربية في العصر الرقمي لتعزيز الفوائد الثقافية والاقتصادية المترتبة على ذلك.
و استخدام العربية في التواصل الشخصي و الالكتروني سيقودنا بالنتيجة لتنبني العربية في الخطاب العملي التقني .
العقبات والتحديات
نقص الموارد والتوفر اللغوي: هناك نقص في الموارد التعليمية واللغوية المتاحة للتعلم واستخدام اللغة العربية. ومن الصعب العثور على مختصين تقنيين بإمكانات لغوية عربية تسمح لهم بالترجمة المختصة، كما وتفتقر المكتبات والموارد الرقمية إلى المحتوى العربي المناسب.
النشاط الإعلامي والثقافي: يتعرض الفرد لضغوطات وتأثيرات النشاط الإعلامي والثقافي الذي يروّج للغات الأجنبية أكثر من اللغة العربية. وهناك تفضيل لاستخدام اللغات الأخرى في المجالات الرسمية والعملية في العديد من الدول والمجتمعات العربية، مما يقلل من الاحتياج والحاجة إلى استخدام اللغة العربية.
انتشار اللغات الأخرى: بسبب العولمة والتواصل المتعدد الثقافات، قد يجد الأفراد أنه من الأسهل التواصل بلغات أخرى مثل الإنجليزية، خاصة في بيئات العمل الدولية أو على الإنترنت، وبالتالي يقل اعتمادهم على اللغة العربية في التواصل.
ضعف الاهتمام الرسمي والمؤسسي: يقع الدور الأكبر لدعم العربية على عاتق المؤسسات الرسمية والكبيرة لما لها من تأثير وإمكانيات لتعزيز استخدام العربية في الخطاب العملي بيد أن الواقع يكشف قصورا في أغلب الجهات الرسمية العربية عن دعم الاستخدام والبحث بالعربية.
تبني العربية في الخطاب العملي و العلمي والتقني والاحترافي
تقع مسؤولية تبني العربية وتعزيزها على عاتق الجميع، أفرادا ومؤسسات وحكومات. ويمكن دعم تبني اللغة العربية في الخطاب العملي التقني والاحترافي من خلال اتباع بعض الإجراءات والتدابير التي تسهم في تعزيز استخدام اللغة العربية بفعالية وجعلها جزءًا متكاملًا من البيئة العملية حسب المجال المستهدف.
مثلا في مجال التعليم والتدريب: تقديم دورات تعليمية أو تدريبية على اللغة العربية للموظفين يمكن أن يكون له تأثير كبير. ويمكن توظيف معلمين محترفين أو استخدام منصات تعليم عبر الإنترنت لزيادة مهارات اللغة لديهم. دعم المواد التعليمية باللغة العربية: توفير المواد التعليمية والمستندات الفنية باللغة العربية يمكن أن يسهم في تبني اللغة. يمكن ترجمة المواد الهامة إلى اللغة العربية أو إنشاء محتوى تعليمي جديد باللغة العربية.
أما رسميا، فيجب اعتماد العربية في الوثائق الرسمية. فاستخدام اللغة العربية في الوثائق الرسمية والتقارير والعروض التقنية سيشجع تبني العربية ويجعلها جزءًا من الثقافة العملية. كما أن تشجيع الموظفين على التواصل باللغة العربية مع الزملاء والعملاء المتحدثين بها يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على تبني اللغة أيضا.
أما في الحياة اليومية، فاعتماد العربية في المحادثات والاجتماعات وورش العمل يشجع المشاركين على استخدام اللغة العربية عندما يكون ذلك مناسبًا بما يساهم في تعزيزها.
بالإضافة إلى ذلك، يجب دعم البحث والتطوير لتعزيز تكامل العربية مع الأنظمة والأدوات التقنية، لضمان توافر الدعم اللغوي للعربية في الأنظمة والأدوات التقنية المستخدمة في العمل والحياة اليومية بما يسهم في تسهيل استخدام اللغة.
كما يقع على عاتقنا جميعا دعم الثقافة اللغوية بتشجيع فهم واحترام الثقافة اللغوية للغة العربية لنصبح أكثر ميلاً لاستخدامها بفعالية وباحترام.
ختاما، يظهر واضحًا أن دعم تبني اللغة العربية في الخطاب العملي والاحترافي يمثل استثمارًا مهمًا للأفراد والمؤسسات على حد سواء. إن تمكين المهنيين من الاستفادة من مهاراتهم في اللغة العربية يعزز من قدرتهم على التواصل بفعالية وبناء علاقات قوية مع العملاء والزملاء في المجتمع العربي. فاللغة ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي جسر يربط بين الثقافات والشعوب، وتعزيزها يعزز التفاهم والنجاح في العالم المهني.
إقرأ أيضا : 7 طرق لحماية نظم البريد الإلكتروني من الاختراق